الرئيسية / ارشيف المنتدى / مشاركة منتدى الاعلاميات العراقيات في ملف مطبوع العنف امتهان لكرامتي

مشاركة منتدى الاعلاميات العراقيات في ملف مطبوع العنف امتهان لكرامتي

  • ظاهرة التحرش الجنسي في العراق .. اعداد ..نبراس المعموري
    التحرش  فعل  او مضايقة غير مرحب به يتضمن مجموعة من الأفعال من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي من الممكن أن تتضمن التلفظ بتلميحات جنسية أو إباحية، وصولا إلى النشاطات الجنسية، ويعتبر التحرش الجنسي فعلا مشينآ بكل المقاييس.التحرش الجنسي يعتبر شكل من أشكال التفرقة العنصرية الغير شرعية، وهو شكل من أشكال الإيذاء الجسدي (الجنسي والنفسي) والإستئساد على الغير،ويعرف المركز المصري لحقوق المرأة التحرش الجنسي بأنه ” كل سلوك غير لائق له طبيعة جنسية يضايق المرأة أو يعطيها إحساسا بعدم الأمان وقد ربط  مؤتمر حقوق الانسان والذي صدر عنه اعلان فينا عام 1993 بين العنف والتمييز ضد المراة واشار الى ذلك في الفقرة 38 بان مظاهر العنف تشتمل المضايقة الجنسية والاستغلال الجنسي والتمييز القائم على الجنس . بات التحرش الجنسي من الظواهر الاجتماعية المتفاقمة في المجتمع العراقي  بسبب قصور القوانين وسيادة تقاليد اجتماعية موروثة تلقي اللوم على المرأة عند حدوث أي حالة مشابهة.
    وتعترف بعض الفتيات والنساء بأن وجود الشرطة قرب مدارس الفتيات في ما مضى كان أحد الأسباب التي ساهمت بالحدّ من ظاهرة التحرش اللفظي والجسدي بهن في السنوات الماضية. وتلفت أخريات إلى أن بعض عناصر الشرطة نفسها يشكلون جزءاً من مشكلة التحرش بالفتيات أثناء مرورهن في الشارع قرب نقاط التفتيش.وغالباً ما يلقي الرجال اللوم على المرأة عند إفصاحها عمّا تعرّضت له من تحرش، ويضعون قائمة لا تنتهي من الانتقادات لسلوكها ابتداءً من ملابسها ومساحيق التجميل التي تضعها وعدم تغطيتها شعرها وإظهارها مفاتنها.
    غرامات عالية
    وفي ظلّ غياب أي قانون منصف في هذا الإطار، يبقى الكابح الوحيد الذي يُمثل حلاًّ لقضية التحرش الجنسي، مولوداً من رَحم التقاليد الاجتماعية المتحيزة إلى الرجال، فالفصل العشائري يُجبر المتحرش على دفع غرامات مالية تضطره إلى بيع سياراته أو منزله للإيفاء بها، كما يضطر الكثيرون إلى تغيير مواقع سكنهم أو عملهم عند ثبوت تهمة التحرش الجنسي ضدهم.تلك التقاليد القبلية لا يتم تطبيقها إلا عند اعتراف النساء بتعرضهن للتحرش في الشارع، أو في مقر العمل، لكن صمت الكثيرات منهن على وقوع مثل هذه الحالات خشية تعرضهن للحرج الاجتماعي أو اتهامهن بالوقاحة غالباً ما يتسبب في ضياع حقوقهن في هذا المجال. وتقول خبيرة علم الاجتماع سوسن جميل الرفاعي: «بعض البحوث التي قام بها طلاب قسم الاجتماع في جامعة بغداد، تؤكد ارتفاع نسبة التحرش في الأماكن العامة في السنوات العشر الماضية». وتضيف: «غالبية النساء اللواتي تم استطلاع آرائهن أكّدن تعرضهنّ للتحرش في وسائط النقل أو مواقع العمل، وأنهنّ يخشين تبليغ أجهزة الشرطة القريبة من المكان خشية تعرّضهن للاتهام بأنهن السبب في ذلك.دراسة هذه الظاهرة من الصعوبة بمكان فالأرقام والإحصائيات لا تمثل إلا جانباً بسيطاً من تلك المعاناة التي تعيشها المرأة العاملة في العالم والعراق بالذات  وذلك للأسباب التالية :1- حساسية الموضوع ، وأن كثيراً من ضحايا التحرش تخاف من : الفضيحة ، وتلويث السمعة ، فأن أصابع الاتهام ستشير إليها بالدرجة الأولى ، لذلك فهي تفتقد الجرأة والشجاعة في التحدث عن معاناتها . الخبير القضائي العراقي طارق حرب اكد ان محاكم بغداد الرصافة تلقت وخلال عام كامل اربعة دعاوى قضائية رفعتها نساء بحق رجال تحت بند التحرش الجنسي ، وهذا لا يعني بالظرورة عدم تفشي هذه الظاهرة في المجتمع لكن كمجتمع شرقي المراة تجد صعوبة في البوح او المثول امام المحاكم لرفع قضية تحرش فهو امر تعتقده يمس بسمعتها ، مشيرا الى ان اغلب حالات التحرش في مجتمعنا تنتهي بالصلح بين الطرفين ولا تصل للمحاكم  .
    2-
    بعض الضحايا تخاف من فقد عملها ، (م ع ) امراة مطلقة تجاوز عمرها ال37 عام اعترفت بتعرضها للتحرش وكل يوم على يد مديرها المباشر الذي يتجاوز عمره ال56 عاما ، وقالت انه بدا بتحرشات كلامية وقمت بصدها ، لكنه عاود التجاوزات بطرق اخرى كونه وجد ردة فعلي تجاه تصرفاته محدودة وتركز على الصد والمنع ، وبينت انها لا تفكر في رفع دعوى ضده كونه ربط الموضوع ببقائي في العمل فهي في شركة خاصة وليست عامة ، وقام بنقلها  لمستويات عمل ادنى من تخصصها وامر بايقاف رفع المرتب والعلاوات . فشعور المراة  بكونها أسيرة الحاجة لكسب عيشها يجعلها عاجزة  عن مقاومة إساءات وتحرشات  المسؤول في تلك المؤسسة  
    3- الخوف من تعثر الدراسة جعل بعض الضحايا يلتزمن الصمت . وهنا تقول شيماء وهي طالبة  طالبة عمري 21 سنة أدرس في احدى الكليات رسبت سنة لأنني ببساطة رفضت المواعيد الغرامية التي كان يضربها لي أستاذي الفاضل، لا أحد من عائلتي يعلم بالأمر ، فقط صديقاتي . و لحسن حظي أنه لم يدرسني خلال السنة التي تلت”. وإن فضلت شيماء  التنازل عن سنة من عمرها، و مثيلاتها كثيرات ، فإن أخريات رضخن للأمر الواقع سواء إختصارا للطريق أو هروبا من شبح الرسوب ، بينما لا تزال أخريات لحد الآن يعانين من المساومة، و هناك أستاذ ينتظر منهن الإجابة بنعم ، وإلا فإن النجاح سيصبح صعب المنال
    4- شعور الضحايا بأن الجاني عليها لن يجد العقاب الرادع له ، وأن رئيسها المباشر لن يستمع لها خوفا على سمعة عمله. ففي الاونة الاخيرة حصلت تحرشات في مؤسسات تشريعية وتنفيذية وكان شعور الضحية بان الجاني لن يعاقب كان سببا في سكوتها
    5- إثبات حدوث التحرش من أصعب الأمور على المرأة ، خصوصا ان قانون العقوبات العراقي لم يتضمن مادة رادعة لمن يمارس التحرش الجنسي  « لكن السؤال كيف تستطيع المراة ان تثبت  أن ذلك الرجل تحرش بها ؟! ولغرض معرفة مدى تاثير التحرش الجنسي على المراة بشكل عام  فقد صدر عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد  دراسة اثبتت:

    أن أغلب العاملات اللواتي يتعرضن للتحرش الجنسي يعانين من أمراض نفسية مثل :القلق ،والسهر، واللامبالاة ،والخوف ، والتعرض للكوابيس.وعندما لا تكون المرأة المتحرش بها جنسيا راضية بالأمر ، فإن الأمر يصبح مطاردة ،و الإحساس بالمطاردة قد يسبب الانهيار العصبي ، خاصة إذا كانت ظروف المرأة لا تسمح لها بمغادرة مكان العمل أو الدراسة ، فإن بقيت تحت الضغط قد تصاب بانهيار، و إذا كان بإمكان المرأة المغادرة أو الهروب فإنها تصبح حذرة في علاقاتها حيث ستظل التجربة السلبية راسخة بذهنها وبداخلها . وفي حال كانت المرأة الطالبة أو العاملة ذات شخصية هشة غير متماسكة أو ضعيفة فسيؤثر ذلك كثيرا عليها في المستقبل فقد يصل بها الأمر لرفض الارتباط بزوج ، لأنها سترى في كل الرجال صورة عن الرجل الذي تحرش بها جنسيا و الذي بسببه كونت صورة جد سلبية عن الرجل. وإن وصلت لتكوين أسرة فقد لا ينفع معها تغيير المكان أي أن تغيير الوضعية لن يؤِدي بها لتغيير فكرتها وانطباعها لهذه الأسباب و غيرها وتشير إحصائيات منظمة بوينت التي اجرت استبيانا عن التحرش الجنسي  عام 2009 في كردستان والموصل وكركوك ان 74% من الموظفات يتعرضن للتحرش سواء في القطاع العام او الخاص وغالبا ما يميلن الى اخفاء التعرض بالتحرش بسبب الفضيحة وكانت نسبة اللواتي صوتن على هذه القضية 77%  اما اللواتي تعرضن للضرر الوظيفي بسبب رفضهن التحرش حددت النسبة 83% وتميل اغلب النساء الى عدم الافصاح او الاخبار عن تعرضها للتحرش  وقد حددت النسبة ب 74% والاغرب من كل ذلك ان مسالة التحرش لم تقتصر على الموظفات بل تجاوزت لتطال مجلس النواب فقد أفاد مصدر في البرلمان العراقي أن “عضوة التحالف الكردستاني (ش.م.ط) قد تقدمت بشكوى الى رئيس البرلمان أسامة النجيفي إثر سلوك غير لائق ذو طبيعة جنسية صدر من أحد أفراد حماية عضو تحالف دولة القانون عدنان الأسدي إتجاه عضوة البرلمان العراقي وقد انكر المتحرش إدعاء عضوة التحالف الكردستاني، لكن الأخيرة قدّمت دليلا قاطعا على التحرش بعد الإستعانة بالتسجيل الفيديوي للكاميرات المستخدمة كجزء من النظام الأمني داخل البرلمان العراقي وامام ذلك لم يكن تبرير المتحرش الا بالقول  ” لم أقصد الإساءة الى النائبة وكنت أعتقدها موظفة عادية في البرلمان وهذا دليل قاطع ان المسمى الوظيفي يؤثر ايضا فاعتقاد المتحرش ان المراة هي موظفة عادية برر له فعل التحرش . ومن خلال  المتابعة المستمرة لهذه القضية والاجوبة التي تاتي مرافقة لقضية التحرش اتضح  مايلي
    1-    اغلب مرتكبي التحرش الجنسي من الرجال منهم في سن الاربعين وفوق  ، ومعظمهم متزوجون؛ وغالبا ما يشغلون مناصب قيادية  وقد حصلت حالات تحرش او تجاوزات في مجلس النواب بعد ان اشتكت اعلاميات من ذلك .
    2-  معظم اعمار اللاتي تعرضن للتحرش من20 إلى 35 سنة، وغالبا ما يعملن في اماكن  مكتبية أو اعلامية.
    3-
    معظم حالات التحرش وقعت في مواقع العمل، بينما القليل منها في أماكن عامة أو البيت.
    4-
    تبدا تصرفات التحرش عبارة عن اللمس والاحتكاك عن عمد؛ النكتة الجنسية؛ الإغواء بالكلام، ثم طلب الاتصال الجنسي بشكل غير مباشر
    الاسباب التي تقف وراء ازديادا حالات التحرش
    –         ثقافة الفصل بين الجنسين في العالم العربي والإسلامي والتي يربى عليها الصغار والكبار ، ووضع الحواجز بين الجنسين هي التي تجعل من مجتمعاتنا مسرحاً لمثل هذه الظواهر السيئة !!
    –         تدني ثقافة ووعي الرجل خاصة وكذلك المرأة في المجتمعات العربية عن المستوى الحضاري الذي يعيشه الإنسان رجلاً كان أم امرأة في الغرب ، هو الذي يتسبب في إفراز مثل هذه الانتهاكات في حق المرأة !! خصوصا ان الطابع العشائري هو السائد
    –         غياب الحلول الحقيقية لمجتمع متهم بالذكورية والازدواجية
    –         تناغم بعض النساء لظاهرة التحرش وجعلها وسيلة لتحقيق مكاسب مادية اثر على النساء الكفوءات واللواتي يرفضن مبدا التحرش
    –         تردي الاوضاع الاقتصادية ومايترتب عليها من عدم قدرة الشباب على الاقتران
    –         الانفتاح المفاجئ على العالم الخارجي دون تهيئة الظروف والمجتمع لتنمية ورعاية هذا الجيل بطرق سليمة
    –         لغة الترهيب والتخويف والوعيد التي تسود في اغلب المجتمعات اثرت على مسيرة التوعية والتثقيف في الاسرة والمؤسسات العليمية
    ومن اجل الحد من ظاهرة التحرش الجنسي
    1-    ضرورة وجود مواد قانونية واضحة منصوص عليها في قانون العقوبات العراقي تحاسب المتحرش
    2-    العمل على رفع مستوى الوعي الثقافي في المجتمع عن طريق المؤسسات الاعلامية والثقافية والتربوية في دور المراة في المجتمع وضرورة احترام وجودها
    3-    الابتعاد عن العودة  الى  الفصول العشائرية والتقاليد التي لاتتناسب والتطور الحاصل في المجتمعات واعتماد اسلوب حضاري في فهم المشكلة الحاصلة
    4-    تغيير المناهج المدرسية بشكل يتناسب والتطور الحاصل في العالم  والابتعاد عن الفصل بين الجنسين في المدارس
    5-    رفع المستوى الاقتصادي وتكثيف الجهود للحد من ظاهرة البطالة خصوصا لفئة الشباب
    6-    تشجيع النساء اللواتي يتعرضن للتحرش برفع شكوى بالمتحرش ليكون عبرة للاخرين ولابد ان يدخل ضمن هذه الفقرة منظمات المجتمع المدني المعنية لغرض تشجيع النساء للحد من هذه الظاهرة
    7-    التخفيف من لغة الترهيب واعتماد اسلوب اكثر مرونة في التوعية والارشاد داخل الاسرة
     
     
     
     

عن IWJF

شاهد أيضاً

منتدى الاعلاميات يعقد الاجتماع الرابع بشان الخطة الاعلامية في مقر هيئة الإعلام والاتصالات

ضمن انشطة منتدى الاعلاميات العراقيات بشان كتابة الخطة الاعلامية المرافقة لتنفيذ الخطة الوطنية الثانية لقرار …

error: Content is protected !!